الجمعة، ١٥ يونيو ٢٠٠٧

كجبار قصة المشروع ومقدار التضحية ...


هو سد يزمع أنشاؤه علي تاريخ طويل ممتد الاثراء الذي غذي قصة الحضارة الاولي وفي عرف النوبيين هو القسط الثاني ربما الاخير من الافناء ..فقد سبق قيام هذا السد (سدان ( احداهما في اسوان في بواكير القرن العشرين ) والثاني في منتصفه (عرف بالسد العالي ) شرد الاف النوبيين ونقلهم من موطنهم الي مواطئ اخر لم يخبروها ..حيث كان عليهم أن يصبحوا كفارة (لذنوب الاخرين ) او أكباش فداء لينعم غيرهم باغراق منطقتهم واصلهم ...فتفرقت بالنوبيين السبل وتاهوا وهم في انينهم المتصل يردودون بحسرة قصص التأمر ..ثم أنفصلت حلفا وضاعت وهي تلوذ بالوهم عل قوم أخرون ينجدونها ..والقوم في بحثهم عن ملاذات أخري تشرع حكومة الخرطوم بخطة تشريدية أخري بأسم التنمية تهجير قوم من وطنهم لينعم الاخرون بكفارتهم ... وكان سد كجبار .. وهو في العمق النوبي في المنطقة الوسطي بين حلفا ودنقلا وهو السد الذي سيغرق ويشرد ست وعشرون قرية نوبية لم يطلبوا من الحكومة تنمية ولم يتمردوا عليها بحجة التهميش فهي مسألة ماثلة أكثر من كل تلك المناطق الملتهبة بأسم التهميش ..ووفرنا علي الحكومة آلية الصرف .. فتدبرنا أمر علاجنا بتوفير الطب والطبيب المدرسة والمدرس قلنا بصوت متحضر لحكومة لها في كل ركن مشكلة وفي كل منعطف جريمة (أكفونا شركم ) فنحن قوم (ذاتيون ) في غني عن شعاراتكم ..وظلت الاحتجاجات في ذات المنحي ..قوم عزل يرفعون شعارات تمت الي واقعهم ..لا للاغراق ..لا للتهجير .. لا لسد يغذي الاخرين ونموت نحن تحت (المياه )تلك كانت هي القضية ..دون أن نرفع سلاحا فالسلاح في عرف النوبي أسلوب العاجز ..وظننا بحكومتنا خيرا واعتبرناها رافدا من العلم والمعرفة .. وعندما اطلقت الحكومة في التظاهرة الاولي سلاحها علينا وهي المدججة به قلنا حتما سيلوذون بالحلم الذي نتمتع به .. وظللنا نعارض سلما بالشعارات والمنشورات والاجتماعات المتصلة معهم .. بأن المسألة كلها ضد رغباتنا ..ليس لأننا نستمع لاخرين يحرضوننا بل لأن المسألة فيها نكون أو لانكون ...ولكن كان للحكم رأي أخر وخطط أخري ..فأوهمونا بدراسة الجدوي وهي التي أثببت عدم جدواها من واقع دراسات علمية محايدة كثيرة ...واستقدموا آليات التنفيذ وليست الدراسة ..وأقاموا المتاريس وحرموا ألاهلين من رؤية مايحدث مواصلة لقصة التأمر الطويلة ...ثم خرجت مسيرات واحتجاجات كلها تعبر عن الرفض المطلق ..وكان يوم الثالث عشر من يونيو..وضمن مسيرة سملية اخري تعبيرا عن الرفض خرج الجموع دون أن توجههم اذاعة أو ترشدهم صحيفة .. دون ان يجبرهم رجال الأمن علي التحرك .. قالوا ..لا للسد .. لا للتهجير .. لا للتدمير ... وعند وصول المسيرة لمنطقة (استراتجية ) بحكم العقلية الأنقاذية .. أنهمر الرصاص كالمطر ..رصاص سمعنا به ولم نراه ..ومن أعلي مكان في المنطقة .. وكأن بهؤلاء العزل هم جنود غازية من بني اسرائيل ... أو فلول أبا سفيان علي أبواب المدينة ... وسقط الشهداء العزل دفاعا عن أرضهم وعرضهم وشرف أنتماؤهم ...ولحق بهم أغلي مايملكون شجرات النخيل رمز عزة النوبة ومفخر وجوده.. أنها سياسة الارض المحروقة ...حيث لايبق الحقد ولايزر... أنها مرحلة أخري في قضية البقاء بالنسبة للنوبيين ...فهي أرض ضيقة قنع النوبيين بها ومنها انطلقت رسل الحضارة ... سلما وسلاما ...والي الاقليم الشمالي هو رأس الرمح في هذه الجريمة هو الذي أفتي بضرورة أقامة مجزرة حتي يتعظ الاخرين ... حكومة الخرطوم هي التي تصرف الرصاص الذي يحصد الامنيين ... وحتي عندما كان علي الطبيب المختص أن يصل لمكان الجريمة لمعاينة الجثث وتشريحها تم أعتقاله وظلت الجثث الطاهرة في انتظار من يكتب شهادة وفاة لها ...فهي عرفنا لم تمت بل تحيي فينا مفهوما اخر للمقاومة ومرحلة اخري للنضال ...عبد المعز الشاب ذو العشرين عاما كان يحمل عمه الذي تم (حصده) من فوق الجبال برصاص القناصة الانقاذيين تلقي رصاصات في ظهره وسقط مغشيا عليه بجوار عمه ... شيخ الدين شاب هادئ ووديع ووحيد لوالديه تم ا صطياده وكأنه (شارون او بيغين ) ..وفي اليوم الرابع والعشرون من شهر يونيو شهدت المنطقة أكبر تجمع (جنائزي) في تاريخها .. توافد اكثر من عشرة الف مواطن نوبي من ارقو جنوبا وحتي دلقو شمالا وقد اعترضت شرطة دلقو وفود السكوت للمشاركة ولو انهم جاؤوا لما سعتهم الارض ..لان مساحة الحزن في قلوب النوبيين كبيرة ولو أن هذا المرجل الذي يغلي انفجر لأحرق العالم كله ...فما ذا أنتم فاعلون والمرجل يغلي .. والغدر يمضي .. والشهداء يتساقطون ... اما زلنا نردد بأن التنمية قادمة .. وان الحكومة رشيدة ..وان الوالي راشد .. وان العسكر برئ ...أما آن لنا أن نتخذ موقفا يعيد للنوبي شئ من بريقه .. ولشهدائنا الأبرار حفنة من التقدير ..فهم لم يسقطوا دفاعا عن شعار خاو بل دفاعا عن أرض لم يساوموا فيها وعرض قدموا أرواحهم رخيصة من أجلها ...أنها دعوة عامة لمراجعة المواقف واتخذ موقف .. فالسلطة في الخرطوم لاتتغذي الا باستعداء الاخرين الامنيين الساكنيين القانعيين بمصيرهم كالنوبيين ..وقد ظنت ومازالت تظن بأننا (مجرد بوابيين وطباخين وسفرجية ) لانعرف معني المقاومة ولا أسلوب النضال ... وأننا سنفر يوم الزحف أن تم قتل ثلاث أو أربع منا وقد أستمرأت العملية وتزيد وتيرة القتل ونحن ندين ونشجب .. حان الآن وقت (الدفاع عن النفس والعرض والارض ) ولن ينوب عنا اخرون في هذا المنعطف ... ليست هذه رسالتنا اليكم ولكن رسل الحكومة تصلكم بالرصاص وتحصد فلذات اكبادكم فهي نفس التجرية التي يعيشها اخواننا في دارفور والجنوب وشرق السودان فالذي أجبرهم علي حمل السلاح هو سفور الحكومة في تقتيلهم بأسم العمالة والكفر والنفاق وهم المنزهون دوما كما يشيعون ....
اللجنة الاعلامية لمناهضة سد كجبار وانقاذ النوبة ..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لا لسد كجبار.
لا لاغراق أراضى النوبة أرض الحضارة.